مقدمه عن الموسوعة

مقدمة عن الموسوعة

موسوعة (ثقافة المجتمع المكي خلال نحو قرن ونصف القرن (١٣٠٠-١٤٣٦ه) تتناول في مجلداتها التسعة ثقافة مكة المكرمة في بعديها المادي والمعنوي، تلك الثقافة التي تمثل أسلوب مجمل حياتها وتراثها الاجتماعي المتفرد والنابع أساسا العقيدة الإسلامية الصحيحة، والفهم الصحيح لها، والبعد عن الظلم والغش، والأخذ بالأخلاق الحسنة الفاضلة، وحب الخير للجميع، ونصرة المظلوم، ومساعدة المحتاج، وغيرها من المحاسن والفضائل التي يتصف بها سكان مكة المكرمة التي لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعا.

كما أن هذه الثقافة تتقبل وتحترم التباين الثقافي، وخلوها من احكام الاستعلاء والدونية. وقد عاش أهالي مكة من مختلف الأجناس سمات وخصائص ثقافة المثاقفة المؤمنة بأهمية القبول للآخر والانفتاح عليه بدرجة ملحوظة من التسامح والإيمان بحتمية التنوع وقدسية التعايش، لتنوع أطياف ساكنيها، فهم علاوة على الأصليين من العرب من أهلها وساكنيها، يتكونون من جاليات وأجناس وأطياف عديدة جاءت من كافة أصقاع العام، تأثر بعضهم ببعض مشكلين نسيجا واحدا متماسكا، ضمن بوتقة واحدة وهوية واحدة، وقيم وعادات وتقاليد واحدة، يسود بينهم الاحترام المتبادل والمحبة الصادقة، ولقد كان من هؤلاء الساكنين في مكة المكرمة، شرفها الله، من كانوا محور النهضة العلمية والأدبية والفكرية في مختلف العلوم والمعارف والفنون، ولقد تعلموا في داخل أروقة وساحات المسجد الحرام وعلى حصاياته الطاهرة، وضمن المدارس المنتشرة في أرجاء حارات مكة المكرمة، كالمدارس الصولتية، والفلاح، ودار الحديث، وتحضير البعثات، ودار العلوم وغيرها وكذلك الكتاتيب، والخلاوي، وجميعها قد تخرج فيها العلماء والأدباء والمفكرون ورجالات الدولة.

يتكون هذا العمل الموسوعي، الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع به، من تسعة مجلدات اشتملت على خمسة و خمسين فصلا احتوت على ما يلي:

المجلد الأول: مدخل عن الثقافة وصفحات عن مكة المكرمة والحرم الشريف، والمساجد التاريخية، والمعالم الأثرية.

المجلد الثاني: حارات وبيوت مكة المكرمة والتطور العمراني فيها.

المجلد الثالث: الأسواق، والمهن التقليدية، والصناعات الحرفية والحديثة.

المجلد الرابع: مظاهر وعادات وتقاليد مكية مرتبطة بـ «الملبس، والأطعمة، والألعاب، والاحتفالات، والمناسبات المتعددة، والأسرة».

المجلد الخامس: التعليم التقليدي والحديث، والمكتبات العامة و الخاصة.

المجلد السادس: الأبعاد الثقافية والإعلامية والعلمية.

المجلد السابع: الأدب والأمثال والفنون الشعبية.

المجلد الثامن: التنظيمات للقطاعات الحكومية، والأهلية، والخيرية وتطورها في مكة المكرمة.

المجلد التاسع: مفردات ومصطلحات مهمة ذكرت ضمن المجلدات السابقة.

وقد استغرق إنجاز هذا العمل الموسوعي كاملا أكثر من عشر سنوات، تخللتها قراءات موسعة ومكثفة في الكثير من كتب التراث والثقافة المكية، والالتقاء بعدد كبير من أهالي مكة المكرمة الفضلاء ولا سيما كبار السن منهم، للاستفادة من خبراتهم ومعارفهم التي م يكن عنها غنى في كتابة هذا العمل الموسوعي الكبير الحجم.

ومن الجوانب التي ساعدت المؤلف في إعداد هذا العمل الموسوعي الحرص على حضور الكثير من الندوات والمحاضرات والتي عقدت ونظمت من جهات عديدة داخل مكة المكرمة، كجامعة أم القرى، والنادي الأدي الثقافي، ورابطة العام الإسلامي، ووزارة الحج، وغيرها من الجهات التي شارك فيها عدد كبير من رجالات الفكر والأدب والثقافة. كما شاركت بالحضور في فعاليات أخرى علمية وثقافية نظمت خارج مدينة مكة المكرمة، كجامعة الملك عبد العزيز، والذي أشعر بالفخر والاعتزاز بانتمائي إليها وعملي بها منذ سنوات عديدة كأكاديمي وباحث؛ وجامعة الملك سعود بالرياض، ودارة الملك عبد العزيز بالرياض، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض وغيرها من الجهات.